يلهو به الصَّيفُ ظمأناً ومرتابا
ولم يعد عنده إلاكِ أحبابا
تاهت خُطاه على دربين منتظراً
أن تفتحي البَّابَ أو أن يَكسِرَ البابا
وبين أولِ نُورٍ من غَشاوتهِ
أزاحَ صُبحك عن ماضيه ألبابا
لم يَفْتكرْ من سِنين القَّحطِ غير يدٍ
مَرت على عُريه تكسوه أثوابا
والآن يخلع من أسوارهِ شَّرَكاً
أضنى الجِدَّارَ وفي لوحاته ذابا
المُذنِبون السَماويون جبهتهم
رأتك غرتَها طاغوتُهم تابا
تَنَمَرت عنده الأشواقُ فارتكبت
ذَنبَ الحنينِ فصارت كفه نابا
يُريدُ أن يختلي يوماً بعاصفةٍ
كي يَجرحَ الريحَ إن ميعادها غابا
جنونُه رغبةُ اللَّيثِ التي عزمت
أن لايرى لبوة ً تستعرضُ الغابا
به انقضاضُ العراقيين إن ذكروا
أيامهم حين قادوا الكَّونَ أحقابا
وكلما مَرَّ تاريخٌ عن إمرأة ٍ
عنقاءَ صاغوا لها الأضلاعَ حُجَّابا
انا سليلُ أولاء السُمرِ إن حفروا
نَهراً تفجرتِ الأشعارُ أنخابا
عذوقُهم مُهرةُ السيابِ تعزفها
عشتارُ مذ أنجبت للعودِ زِريابا
فلا تخافي ارتيادَ العِشْقِ في بَلَدٍ
طابت مغانيه لما شِعره طابا
أشارَ هارونُ للغيمات فانهمرت
بنا عليه ملأنا النَّخلَ أرطابا
نحن المُغنون لو مَرَّت عَتابَتُنا
على السَّماءِ سقاها الله أعنابا
بقلم الاستاذ معتصم السعدون

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.