( حينَما نَغرَقُ في الخَضار )
أخَذَتني لِمَقعَدٍ يَشوبهُ الإخضِرار
مَقعَدُُ كَأنٌَهُ زَورَقُُ في لُجٌَةٍ ... لا يَفقُدُ ذاكَ المَسار
يا لَلشِراع ... من سِحرِهِ خَيالنا كَم أوقَدَ الإنبِهار
وابتَدا ما بَينَنا ذاكَ الحِوار
سَألتَها ... أما بِهِ هذا المَكانُِ من بَشَر ؟
مُجَرٌَدُ وَشوَشاتٍ لِلطُيور ... تَغريدَةُ بُلبُلٍ ... إذا عَبَر
بَحرُُ من الأعشاب ... وغابَةُُ من باسِقاتِهِ الشَجَر
فإستَرسَلَت تَشرَحُ ... يالَها الدَندَناتُ لِلطُيور ...
توحي بِها بَعضُ الفِكَر
هَمَسَت بِصَوتِها الساحِرِ ...
والخُصبُ في هذي الرُبوعِ يَنتَشِر ...
آمالَنا يَنبَغي ها هُنا أن تَزدَهِر
حَياتَنا بلا نَمار ... كالهَباء ... سُرعانَ ما تَندَثِر
أجَبتها : أرَحتِني يا حُلوَتي في إختِيارِ المَكان
فَرَدٌَدَت غادَتي في حَنان .... وأنا أشعُرُ مِثلَكَ بالأمان
تَوَرٌَدَت مِنها الخُدود ... وأسبَلَت لي جَفنَها ... في دَلال
كَأنٌَها رَغِبَت إلَيٌَ أن أختِمَ هذا الحِوار
سَألتَها : هل تَعشَقينَ اللٌَيلَ ... أم أنٌَكِ تَعشَقينَ النَهار ؟
فَأجابَت وَقَد أشرَقَ وجهها : اللٌَيلُ سِترُُ كَالخِمار
و النَهارُ مِتعَةُُ ... وإنبِهار
وفيهِ نَحبا مَعَ الجَميعِ ... في إلفَةٍ ... بِلا حِصار
نَزهو بِهِ زَمَناً ... أو أنٌَنا ... من بَعضِنا قَد نَغار
في لَيلِنا رُبٌَما قَلٌَ الشِجار
نَجوى تَسودُ بَينَنا ... وتَنجَلي الأسرار
كُلٌُُ لَهُ دَورُُ ... فَيا سَعدَهُ من يُحسِنُ لُعبَها الأدوار
أجَبتها : قَد أجَدتِ الحَديثَ
كَما أجَدتِ في المكانِ الإختِيار
قالَت : وماذا أنتَ قائِلُُ ... يا فارِسي المُغوار ؟
أجَبتها : لَم تَترُكِ لِيَ الخَيار
هَل عِرسنا من بَعدِ شَهرٍ ... مُناسِبُُ لِصَبرِنا ؟ ...
أم أنٌَكِ قَد تَمَلٌِ الإنتِظار ؟
فَنَجعَل لِلشَهرِ بَعضُ الإختِصار
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.