تأمليني ملياً تُنكري الأرقا
لونُ العراقيِ مخطوفٌ إذا عَشقا
يخاف إن قَصَّرَتْ كفاهُ من كَرمٍ
أن يَبذلَ الرُوحَ أو أن يمْنحَ العُنُقا
به سجايا إلهٍ في مروءتهِ
لكنه بعضُ مَخلوقٍ وماخُلِقا
أجرى على الماءِ سيلاً من قَصائدهِ
فخافه المَدُ حتى أدْرَكَ الغَرَقا
من يحفظون بيوتاً من بلاغتهِ
بها سينجون من أهوالِها فِرَقا
ولو تمرُ على العُميانِ سيرتُه
سيبصرون وكم من أخرسٍ نَطَقَا
وأنتِ وحدكِ من أتقنتِ لُعبتَها
ومن تروضُ في خيلائهِ النَزَّقا
ومن تمدُ حِبالَ الصَّبرِ مَسبحةً
يدور شاهدها في حبره ورقا
سيكتفي بعيونِ النَّسْرِ مَكْحلةًً
لو تعبرين إلى أحداقه النفقا
بيني وبينك ماأظهرتُ من ولهٍ
وماتركتُ على أنفاسها رَمقا
وماتغربتُ منفياً إلى جهةٍ
حتى منحتُ بلادي من هناك بقى
وأنت كل البلادِ السُمرِ يالغةً
من أعجزته إلى عرش العلاء رقى
عيدانِ واختلفا شكاً برؤيتهِ
إلا عليك رؤى ميقاتها اتفقا
لذاك لاتعجبي من كل قافيةٍ
سماؤها من دمانا رتقُها فُتِقا
يسدُ غارَ القوافي ظهرُ صخرتِنا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.