مجلة ادبية ثقافية

السبت، 23 سبتمبر 2017

مَعْسولَةُ الثَّغرِ

أنِّي رَشَفْتُ الرَّحيـقَ الْعّذْبَ في وَلَـهٍ
وّزادّهُ نَشْــوّةً فـى الرِّيـــقِ يـَنـْدَلِـــقُ

مَعْسُولَـــةُ الثَّغْرِ إنْ صَدَّتْ مُناكَفَــــةً
ما نالَ مِنهــا اللبيــبُ الحاذِقُ اللَبــِقُ

لكنَهـــا لو أتَتْ رانَــتْ مُخالَلَــــــــــةً
لَنـالَ مِنْهــا ألذي فى القَيدِ  يَنْـعَتـِقُ

وَساوَرَتْ خاطِري فى الشَّكِ نَبْرَتُهــا
في قوْلِهـا ضُمَّني والشَّــوقُ يَسْتَبِقُ

في لَيْلِهـــا إذْ غَشَـتْ كَتْفيَّ حِلْكَتَــهُ
وَمِنه فيهــــــا شُعاعُ الشَّمْسِ يَنْفَلِقُ

سارَتْ إلى بَيْتِهــــــا تَمْشي مُعانِدَةً
وَأرْسَلتْ عِطْرَهــــــا الْـفَواحَ يِمْتَشِقُ

في مَرْشَفِ  الطِّيبِ مِسْكٌ زانَـه ألَقًا
اُصابُ في نَفْحَـــــةٍ مِنـــــه فأخْتَنِقُ

وَذاكَ خَطْوٌ لَهـــا لو داسَ ناحيــــــةً
لَظَـلَ فيهـــــــــا أنيقُ الْعِطـرِ يَعْتَبِقُ

وَالْبابُ قَدْ فُتَّحَتْ  إنْ مَرَّ مَحْمَلُهـــــا
وَعَنْ سِواهــــــا جَميعُ الطُّرْقِ تَنْغَلِقُ

أسْمَعْتُها مِنْ رَقيقِ الْهَمْسِ أُغْنيــــةً
أسْكَرْتُها خاطِرًا فى التِّيــــــهِ يَنْزَلِقُ

لامَسْتُ مِنْ ثَوْبِهـــا ماكانَ ساكِنُــــه
غُصْنَّاً رَطِيبًـــــــــا مَعَ الاورادِ يَتَسِقُ

زَمَّتْ شِفاهًا بأنْفٍ زَمَّ ناهِدُهــــــــــا
فَكـــادَ مِنـــه الدِّمَقْسُ الثَّـوبُ يَنْفَتِقُ

وَبانَ في صُبْحِهــا خالٌ بِصَفْحَتِـــه
كَمَثْـلِ نـورٍ وَفى الارجــــــــاءِ يَنْبَثِقُ

في لَيْلهــا لو بَـدا الميزانُ تَرْشــِقَــهُ
سَهْمًا بِمَسِ هَوى الْمسْكينُ يَحْتَرِقُ

بقلم المبدع // الاستاذ يوسف الدليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

(( ياعشق روحي )) """"""""""""""""""""...